قوله تعالى: قلْ إنما أعظکمْ بواحدة یعنى آمرکم و اوصیکم بکلمة واحدة و هى قول لا اله الا الله، قال: و هل جزاء لا اله الا الله الا الجنة؟ فذلک قوله: هلْ جزاء الْإحْسان إلا الْإحْسان
و عن عبد الرحمن القرشى عن عیاض الانصارى ان رسول الله (ص) قال: ان لا اله الا الله کلمة عند الله کریمة و لها عند الله مکان من قالها صادقا بها ادخله الله بها الجنة و من قالها کاذبا حقنت دمه و احرزت ماله و لقى الله غدا فحاسبه.
و قیل معناه: اعظکم بخصلة واحدة و هى أنْ تقوموا لله اى لا جل الله، لیس المراد من القیام الذى هو ضد الجلوس و انما هو القیام بالامر الذى هو طلب الحق، کقوله: و أنْ تقوموا للْیتامى بالْقسْط مثْنى یعنى اثنین اثنین متناظرین، و فرادى یعنى واحدا واحدا متفکرین.
التفکر طلب المعنى بالقلب تفکر جست و جوى دل است در طلب معنى، و آن سه قسم است: یکى حرام یکى مستحب یکى واجب، تفکر در صفات حق جل جلاله و در چراى کار وى حرام است که از ان تخم حیرت و نقمت زاید و همچنین تفکر در اسرار خلق حرام است که از آن تخم خصومت زاید، و آن تفکر که مستحب است تفکر در صنع صانع است و در آلا و نعماء او. عبد الله عباس گفت: تفکروا فى آلاء الله و لا تفکروا فى ذات الله. و تفکر که واجب است تفکر در کردار خویش است و در جستن عیب خویش و عرض نامه جرم خویش. و فرق میان تفکر و تذکر آنست که تفکر جستن است و تذکر یافتن.
ثم تتفکروا ما بصاحبکمْ منْ جنة الصاحب ها هنا هو الرسول و الجنة الجنون و ما، نفى و جحد إنْ هو إلا نذیر اى ما هو الا نذیر لکمْ بیْن یدیْ عذاب شدید العذاب هاهنا هو الساعة.
قلْ ما سألْتکمْ منْ أجْر فهو لکمْ کان رسول الله (ص) قال لمشرکى مکة: لا توذونى فى قرابتى، فقالوا لقد سأل غیر شطط فلا توذوه فى قرابته، فلما سب آلهتهم قالوا لا ینصفنا یسألنا ان لا نوذیه فى قرابته و هو یوذینا فى آلهتنا، فنزلت: قلْ ما سألْتکمْ منْ أجْر فهو لکمْ.
و قیل: ما سألتکم فى تبلیغ الرسالة و النصیحة من جعل فهو لکم، إنْ أجْری اى ما ثوابى إلا على الله و هو على کل شیْء من اعمالکم شهید علیم الشهید و الخبیر و العلیم متقاربة المعنى غیر ان العلم اذا اضیف الى الخفایا الباطنة یسمى صاحبه خبیرا و اذا اضیف الى الامور الظاهرة یسمى صاحبه شهیدا و اذا اضیف الى الکل یسمى صاحبه علیما. و قیل: الشهید هو الذى یشهد على الخلق یوم القیامة. بما علم و شاهد منهم.
قلْ إن ربی یقْذف بالْحق علام الْغیوب، فیه تقدیم و تأخیر، تقدیره: قل ان ربى علام الغیوب یقذف بالحق، اى ینزل الوحى من السماء فیقذفه الى خیر الانبیاء، هذا کقوله: و ما کنْت ترْجوا أنْ یلْقى إلیْک الْکتاب.
قلْ جاء الْحق اى القرآن و الاسلام. و قال الباقر: یعنى السیف، و ما یبْدئ الْباطل و ما یعید اى ذهب الباطل و زهق فلم یبق له بقیة یبدى بها و لا یعید، هذا کقوله: بلْ نقْذف بالْحق على الْباطل فیدْمغه فإذا هو زاهق. قال قتادة: الباطل هاهنا ابلیس، اى ما یخلق ابلیس و ما یبعث و عن ابن مسعود قال: دخل رسول الله (ص) مکة و حول الکعبة ثلاثمائة و ستون صنما فجعل یطعنها بعود معه و یقول: جاء الْحق و زهق الْباطل إن الْباطل کان زهوقا، جاء الْحق و ما یبْدئ الْباطل و ما یعید.
قلْ إنْ ضللْت عن الحق و الهدى، فإنما أضل على نفْسی اى عقوبة ذلک على نفسى و اوخذ بجنایتى، و إن اهْتدیْت الى الحق و الهدى، فبما یوحی إلی ربی اهتدیت، إنه سمیع لمن دعاه قریب بالاجابة لمن وحده یسمع حمد الحامدین فیجازیهم و دعاء الداعین فیستجیب لهم.و لوْ ترى جواب لو محذوف، إذْ فزعوا هذا الفزع عند الموت حین یرون الملائکة، فلا فوْت هذا کقوله: و لات حین مناص. و أخذوا منْ مکان قریب یعنى من تحت اقدامهم. و قیل: هو یوم بدر یروى ان فى هذه الامة مسخا و خسفا و قذفا. و روى ان رجلا من هذه الامة یمسخ فیحدق به الناس فیرجمونه بالحجارة حتى یقتلوه.
و قیل: هم خسف بالبیداء، و ذلک فى الخبر ان جیشا یغزون الکعبة لیخربوها ثمانون الفا فبینا هم ببیداء من الارض اذ خسف بهم فلا ینجوا منهم الا الشرید الذى یخبر عنهم و هو من جهینة فلذلک قیل: و عند جهینة الخبر الیقین. و قال قتادة ذلک حین یخرجون من قبورهم و انما قال أخذوا منْ مکان قریب لانهم حیث کانوا فهم من الله قریب لا یبعدون عنه و لا یفوتونه.
و قالوا آمنا به یعنى حین عاینوا العذاب فى الدنیا او فى الآخرة وقت البأس کقوله: حتى إذا أدْرکه الْغرق قال آمنْت و کقوله: فلما رأوْا بأْسنا قالوا آمنا بالله وحْده. و أنى لهم التناوش یعنى من این لهم تناول التوبة و نیل ما یتمنون؟
قال ابن عباس: یسئلون الرد و لیس بحین الرد. التناوش التناول من النوش، تقول: ناش، ینوش، نوشا اذا تناول میگوید: چون تواند بود ایشان را دسترس بچیزى دور؟ و اگر بمد و همز خوانى بر قراءت ابو عمرو و حمزه و کسایى معنى آنست که: چون تواند بود ایشان را فرا چیزى یازیدن از جایى دور، من النئیش و هو الحرکة البطیئة، یقال: تناش اذا تحرک لطلب شىء بعد فوته، و المعنى: انى لهم منال التوبة و الایمان بعد ما عاینوا الآخرة.
و قدْ کفروا به اى بمحمد و القرآن منْ قبْل نزول العذاب، و یقْذفون بالْغیْب منْ مکان بعید الغیب هاهنا الظن، یعنى یرمون محمدا (ص) بالظن لا بالیقین و هو قولهم له: ساحر بل کاهن بل شاعر. و قال قتاده: یقولون بالظن ان لا بعث و لا جنة و لا نار.
و حیل بیْنهمْ و بیْن ما یشْتهون، قال الحسن البصرى: حیل بینهم و بین الایمان و التوبة و الرجوع الى الدنیا، کما فعل بأشْیاعهمْ اى اهل دینهم و موافقیهم من الامم الماضیة حین لم یقبل منهم الایمان و التوبة. فى وقت البأس، إنهمْ کانوا فی شک مریب ظاهر الشرک.